Friday, August 10, 2007

مجموعة بحيرات "الهوا" في بنغازي

في الناحية الشرقية لمدينة بنغازي وعلي مسافة ساعتين منها توجد مجموعة من البحيرات وعددها 15 تقريباً وتقع قرب منطقة طزيانة" ويطلق عليها جميعاً إسم "الهوا" وبحسبا وقياس عمق ومساحة هذه البحيرات إتضح أنها ترتفع بمعدل 5-6 أمتار عن سطح البحر و يصل عمقها من 16-31 متراً..وتختلف مياه هذه البحيرات فبعضها شديد الملوحة مقل مياه البحر و بعضها مالح وكبريتي المذاقولكن منها ماهو حلو رائق يشرب منه العابرون والمسافرون خلال هه المنطقة..كما نجد أن معظم المؤرخين من بعد هيرودوت قد عينوا موضعها "حدائق الهسبيريدس" بأنها علي مقربة شديدة من هذه المدينة "بنغازي": وجاء المؤرخون والحفرافيون في العصر الحديث ليعينوا مكانها "بهواء حمزة" أو "سواني عصمان" او بغيرها من الهوايا الواقعة إلي الشرق والشمالي من مدينة بنغازي وكان دليلهم ومرشدهم الأول في تعينها ما أثبته شبلاس: هنا حدائق الهسبيريدس وهي حفرة عميقة يبلغ عمقها 18 أورجه "108 قدم..،مستديرة الشطل وعرة الإنحدار لا مدخل لها ولا يقل عرضها ولا كولها عن2ستاد"355 متراًط تظللها الأشجار المتشابطة فيما بينها في كثافة وهذه الأشجار هي اللوتس والتفاح من كل نوع والرمان والإجاص والعنب و اللوز والمشمش والزيتون ....إلخ...ولابد أن واضع أسطورة أطلس قد شاهد "هواء حمزة" أو "هواء عصمان" أو غيرهما أو انه علي الأقل أحاط به وصفاً حتي ينسب إلي أطلس الذي يسند الفلك بكتفيه بناء السور الحائط الذي هو في الواقع ليس إلا كهف كارسياكي تهادي سقفه فبدا فجوة في الأرض..وكأنها قد صنعت خصيصاً لتحمي ثواتها ومابها من الثمار...ويصعب تحدي أي طالهوايا"كان المعتبر حديقة الهيسبيرديس غير أنه أكبر الظن أنه"هواء حمزة " من بينها..
وجدران وحواف بعض هذه البحيرات ظاهر معروف وبعضها يقع داخل جبال ومغارات لايمكن التعرف علي مساحتها وحجمها ولبعضها حواف من الصخور والجرانيت وبعضها من الكلس والطباشير كما تنبع من وسط بعض منها ينابيع فوارة يجري ماؤها بشده حتي يتخلط مع ماء البحر.وتبعد مجموعة هذه البحيرات عن شاطيء البحر مسافة 200 متر تقريباً و أبعدها علي مسافه 3 ساعات من البحر ،ومجموعتها تشغل مسافة أربع ساعات مربعة..وهي مع بعضها قريبة ومتداخلة ومتصلة فيما وكذلك فهي مشتركة مع مياه البحر ،ونستدل علي ذلك من تفاوت مستوي الماء بها من آن لأخر ويتوافق مع حدوث المد والجزر في البحر القريب منها " أعتقد البعض من هؤلاء "قدماء الجغرافيين والمؤرخين" في أنه تَعرف علي ليثون "نهر إسطوري الميثولوجيا اليونانية" في تلك السلسلة من المستنقعات الممتده من عين زيانة إلي سبخة السلماني "السلاوي،سيدي يونس ،عين السلماني وما بينها من مناطق" و إتصال هذه المستنقعات ببعضها كان ثابتاً جغرافياً ومن المعروف لذي سكان مدينة بنغازي حتي عهد آبائنا أن بحيرة زيانة" عند قرية الكوفية" إذا ماسد منفدها البحري فإن مياه الينابيع الجوفية التي بها "منطقة القدر" يتنفد مجراها إلي مدينة بنغازي عبر هذه السلسلة من المستنقعات.
ونلاحظ أن البيحرة الأكثر ملوحة هي التي نجدها متصلة بالبحر..،أما التي مياهها كبريتية فنجد أن أراضيها تغطيها طبقة من أملاح الكبريت ظاهرة للعيان..
ويمكن أن نؤول تكون هذه البحيرات إلي فرضيتين:الأولي أن البحر كان يغمرُ هذه الأرض وقد حدثت تشققات في القشرة الأرضية نتجت عنها هذه الأخاديد وبعد إنحسار البحر بقيت علي هذا الشكل الذي نراه الآن..والثانية أنه خلال بعض العصور السحيقة حدتث إنهيارات و إنخفاضات في الأرض فكونت هذه البحيرات ثم غمرتها مياه البحر فيما بعد...وعلي أي حال فمن البديهي أن ندرك إشتراك هذه البحيرات مع البحر في زمن مضي من الفرضيتين المذكورتين وتوجد بعض الحيوانات البحرية كالأسماك في قسم هذه البحيرات...ويوجد كهف كبير في الناحية الشرقية من مدينة بنغازي وعلي بعد مسافة نصف ساعة منها و يرتفع سطح الأرض عن سطح الماء بهذا الكهف 11 متراً تقريباً ويبلغ عمق الماء في أقسام منه إلي مترين وهذا الكهف عبارة عن مغارة كبيرة في جوف الجبل وبه قبة عاليه وهي مظلمة ويوجد ممر مائي صغير بعبر منه الزائر إلي داخلها وهو أيضاً مصدر الضوء والهواء إليها...ومياه هذه المغارة حلوة وتستعمل للشرب


الطب الشعبي في ليبيا صورة للطب والأطباء في النصف الثاني من القرن التاسع عشر

تأليف د:عبد الحكيم حكمت

3 comments:

Anonymous said...

لم أكن أعرف الكثير عن بحيرات بنغازي وهذا التاريخ الجميل

المؤلم أننا لا نحصل علي هذه المعلومات من إذاعاتنا أو صحفنا بل بواسطة مجهودات فردية كما فعلات أنت

بارك فيك الله

Anglo-Libyan said...

fantastic information

thank you

Anonymous said...

Your Welcome Both of You.